الاخبار
 

                                                                                                                   

الرئيسية                 إتصل بنا    English

 

              
 

 

40/ ثقافة/ ندوة تناقش الرقابة الذاتية بالكتابة الإبداعية ضمن فعاليات معرض عمان الدولي للكتاب      

 

  عمان 2 تشرين الأول (بترا)- ناقشت ندوة عقدت، مساء أمس الأربعاء في المركز الدولي للمعارض بمكة مول، ضمن البرنامج الثقافي لفعاليات معرض عمان الدولي للكتاب بدورته الـ24، موضوع الرقابة الذاتية في الكتابة الابداعية بين الضمير والرمزية.
وشارك في الندوة التي حملت عنوان "الرقيب الذاتي في الكتابة الإبداعية"، الروائي المصري محمد سمير ندا الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية- البوكر عن روايته "صلاة القلق"، والقاص والمترجم الدكتور باسم الزعبي، والقاص جمعة شنب، وأدارتها الناقدة الدكتورة صبحة علقم.
وتناول المتحدثون سؤالاً جوهرياً: هل الرقيب الذاتي قاتل ومعطل للإبداع، أم هو مؤثر وموجه يدفع المبدع نحو التجويد والبحث عن أساليب فنية جديدة؟.
وأكد الروائي ندا أن الرقيب الذاتي يستطيع أن يقوم بأي من دوري التعطيل أو التجويد، حسب الحدود التي يضعها الكاتب لنفسه، مشددا على أن العملية الإبداعية تستلزم ضميراً يقظاً ولا يمكن أن تنبع من الخوف.
وقال "يمكن اختزال الرقابة الذاتية في ضمير الكاتب بينما يكتب، وهو ما يضع له الحدود، وليس الخوف من التأويلات أو الاتهامات، رافضا أن يكتب المبدع تحت مظلة الخوف، لافتا إلى أن الرقابة الخارجية تدفع الكاتب للجوء الى الرمزية في الأسلوب ليمرر رسالته، ما يساعد على تطوير أساليب الكتابة.
من جهته، قدم القاص والمترجم الزعبي وجهة نظر مغايرة مفادها أن الرقابة ليست دائماً سلبية، مؤكداً أن وجود رقيب خارجي ينعكس على الرقابة الذاتية، مما يعمل على تشذيب العمل الأدبي إلى حد كبير ويدفع الكتابة نحو آفاق بعيدة عن التقريرية والمباشرة.
واستدل بتجربته واطلاعه على الأدب الروسي، حيث فرضت شدة الرقابة الخارجية في مراحل سابقة نوعاً من الرقابة الذاتية، مما أدى إلى ظهور الأدب الرمزي على يد كتاب مثل "بوشكن".
وحذر الزعبي من غياب الرقيب، مشيراً إلى أنه بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وعندما انهارت الرقابة، حدث "نوع من الإسفاف" في الأدب، بسبب غياب الرقيب الداخلي والخارجي معاً، رائيا أن الرقيب الذاتي هو امتداد للرقيب الخارجي، بينما ما يوجه الكاتب في كتاباته هو الضمير وليس الرقيب، وذلك لإيصال رسالته.
ولفت إلى أن الرقابة المجتمعية قد تكون أقوى من رقابة الدولة، مستدلاً بحوادث احتجاج المجتمع على كتب أجازتها الدولة.
أما القاص شنب الذي وصف الرقيب الذاتي بأنه ظل رفيق له لأكثر من أربعة عقود ونصف، أضاف إلى التابوهات الثلاثة التقليدية تابو رابع هو الرأي العام ووسائل التواصل الاجتماعي، الذي يفرض على الكاتب أن يخط ما يرضي جمهوره الافتراضي.
وعرّف شنب الرقيب الداخلي بأنه "ذات مستقلة لوامة ومقرعة"، وهو "ضمير الكاتب المضمر والمعلن"، ويراقب هذا الرقيب الجمال والحبكة واللغة والنحو، رائيا أن الرقيب ليس شراً مطلقاً، بل يمكن أن يكون سادن الرسالة والمنحاز للمهمشين والمظلومين، والذي يلقي الحجارة في البرك الراكدة".
ورفض فكرة أن يكتب المبدع "بانفلات"، مؤكداً أن الرقيب "قدر في قدر الكاتب" أن يكون ظله ورقيبه.
وخلال إدارة الندوة، أكدت الناقدة علقم أن الرقيب الذاتي حاضرة بقوة لدى المبدعين، وقد تصل نسبته إلى 80 بالمئة، مشيرة إلى أن الرقيب الداخلي هو نتاج ثقافتنا الاجتماعية والسياسية والدينية، مشددة على أنه "لا يمكن للمبدع حقيقة إلا أن يكون حراً"، فإذا لم يكن المبدع حراً ولم يحلق عالياً، "فلا يكون إبداع".
--(بترا)
م ت/رق

02/10/2025 14:08:23

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

 



 

 

 

 

 
 

جميع الحقوق محفوظة لوكالة الأنباء الأردنية © 2025