الاخبار
 

                                                                                                                   

الرئيسية                 إتصل بنا    English

 

              
 

 

56/ محلي/ المومني: التكنولوجيا الحديثة ترتب التزامات للارتقاء بجودة المحتوى الإعلامي      

 

  عمان 24 تشرين الثاني (بترا) أمل الدهون- أكد وزير الاتصال الحكومي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، الدكتور محمد المومني، أن التكنولوجيا الحديثة تُرتب التزامات للارتقاء بالممارسات المهنية وتعزيز جودة المحتوى وتطوير الاتصال والإعلام، في عصر تتسارع فيه الابتكارات الرقمية.
جاء ذلك خلال مشاركته، اليوم الاثنين، في جلسة نقاشية بعنوان: "الفرص المستقبلية لتطوير علوم الاتصال والإعلام باستخدام التكنولوجيا الحديثة"، ضمن فعاليات "المؤتمر الدولي لتجسير الآفاق" الذي انطلقت أعماله أمس الأحد، بتنظيم من الجامعة العربية المفتوحة في الأردن بالتعاون مع جامعة أبو ظبي في الإمارات.
وقال المومني، إن منصات الحوار وتبادل الأفكار أصبحت إحدى أدوات إنتاج الرؤى والمقترحات التي تخدم القطاع الإعلامي، وتسهم في تطوير وتحسين منظومة الاتصال باستمرار، مضيفا أن العالم يعيش مرحلة غير مسبوقة من تدفق المعلومات، ما يفرض مسؤوليات كبيرة تتعلق بآليات استهلاك الأخبار، والتأكد من صحتها، والتمييز بين المحتوى المهني والدعاية المضللة.
وأكد أن وسائل التواصل الاجتماعي على الرغم من ميزاتها في سرعة الاتصال والتفاعل النوعي، إلا أنها تفرض تحديات أخلاقية وقيمية تتطلب التعامل معها بحكمة لتعزيز الإيجابيات وتقليل الآثار السلبية.
وأوضح أن التعامل مع الإعلام الرقمي يستند إلى الاستفادة من التكنولوجيا كأداة مساندة فقط، ودعم الإعلاميين للقيام بدورهم المهني والبحث عن الحقيقة أمام الكم الهائل من المعلومات غير الدقيقة، مؤكدا أن العلاقة بين الإعلام التقليدي والرقمي تكاملية، وأن مستقبل الإعلام يعتمد على قوة المحتوى لا على الأدوات فقط، مع الحفاظ على الهوية الوطنية والقيم المجتمعية والانفتاح على العالم ومواكبة التطورات التكنولوجية.
ولفت إلى دور الإعلام الرقمي في نقل حقيقة ما يجري في غزة وإبراز حجم الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، مؤكدا ضرورة وجود أطر تنظيمية لاستخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وحماية المجتمع دون المساس بحرية التعبير، وأن الفصل في القضايا المتعلقة بالإشاعة وخطاب الكراهية وانتهاك الخصوصية يتم عبر القضاء لضمان العدالة وحماية الحريات.
بدوره، أوضح الخبير في الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي من الجامعة الأردنية، الدكتور علي الروضان، أن ظهور الذكاء الاصطناعي لم يكن مفاجئا، بل هو نتاج تراكم هائل للبيانات وتطور الأنظمة والأجهزة، مشيرا إلى مساهمة الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي في توفير بيئة ضخمة لمعالجة المعلومات وتغذية نماذج الذكاء الاصطناعي.
?وأكد أهمية أدوات الذكاء الاصطناعي للصحفيين المتمثلة في قدرتها على تنفيذ مهام تستغرق وقتا طويلا في ثوان، مثل التحرير، والتلخيص، والبحث في مصادر متعددة، مبينا أنها تتيح للصحفي التركيز بشكل أكبر على الجوانب الإبداعية والتحريرية في صياغة الأخبار وتطوير المحتوى.
?وأوضح أن أدوات الذكاء الاصطناعي تساهم في تقليل الجهد والوقت المبذولين في التحقق من صحة الأخبار، منوها إلى انها لا تلغي دور الصحفي، بل تمنحه مساحة للتركيز على صياغة التقرير وتحديد الزوايا المهنية، مشددا على أن الخبرة والتحليل العميق للعنصر البشري يظلان الأساس للتميز في صناعة الرسالة الإعلامية.
وفي السياق ذاته، أشار الرئيس التنفيذي لشركة "آرتي كيز" وصفي الصفدي، إلى أن منصات الحوار وتبادل الأفكار باتت عنصرا محوريا في تطوير العمل الإعلامي والرسمي، مضيفا أن التدفق الهائل للمعلومات والأخبار يفرض مسؤولية مضاعفة على الأفراد والمؤسسات، تبدأ من الاستهلاك الصحيح وتصنيف المعلومات وصولا إلى التمييز بين المحتوى الصحيح والمحتوى المضلل.
?وأوضح أنه بالرغم من توفير وسائل التواصل الاجتماعي فرصة كبيرة للتواصل السريع والتفاعل المباشر مع الجمهور، إلا أنها تحمل تحديات أخلاقية وقيمية، لافتا أنها وسائل تتبنى السياسة الرسمية باعتبار الإعلام الرقمي أداة مساندة للإعلام التقليدي، مع التأكيد على ضرورة تطوير المحتوى ليناسب طبيعة هذه المنصات الرقمية.
وذكر أن ?مستقبل الإعلام مرهون بجودة المحتوى الذي يلامس اهتمامات الجمهور بدقة ومصداقية بعيدا عن الشعبوية، مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي أعاد تعريف المحتوى الإعلامي وطبيعة التفاعل مع الجمهور، لكنه لم يصل بعد إلى مرحلة التكامل الكامل مع الإعلام؛ إذ لا يتجاوز 60 بالمئة حسب التقديرات الدولية، وان الواقع يستدعي ضرورة تطوير تشريعات حديثة وتنمية المهارات التقنية لدى الإعلاميين لمواكبة هذا التطور.
من جانبها، استعرضت مديرة عام "راديو البلد" عطاف الروضان، التحديات التي تواجه المؤسسات الإعلامية المحلية في ظل التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، حيث يتطلب التطور التقني مهارات متقدمة ومقاربات حديثة لإنتاج المحتوى، مشيرة إلى ان العائق الأبرز يتمثل بوجود فجوة بين خبرات الإعلاميين وقدرات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى محدودية التمويل مقارنة بالمؤسسات العالمية.
?وأضافت، إن التحولات الرقمية أدت إلى طرح تساؤلات حول المسؤول عن صياغة الأجندة الإعلامية، خاصة بعد أن أصبح الجمهور شريكا فاعلا في إنتاج ونشر الرسالة، مشيرة إلى أمثلة من التجارب العالمية، مثل استبدال طاقم تحرير صحيفة إيطالية بالذكاء الاصطناعي لمدة شهر وتفاعل الجمهور الإيجابي معه، على التنافس المتزايد بين الذكاء الاصطناعي والصحافة التقليدية.
ويهدف المؤتمر، الذي شارك فيه نخبة من الخبراء والباحثين العربيين والدوليين، إلى توفير منصة علمية للحوار وتبادل المعرفة وتعزيز التعاون بين المتخصصين، مع التركيز على تبني الممارسات المعتمدة على الأدلة والابتكار في البحث متعدد التخصصات.
كما ناقش على مدار يومين أكثر من 40 بحثا دوليا في مجالات التعليم المبكر والتعليم الدامج والتربية الخاصة والقيادة التربوية وريادة الأعمال والابتكار والتجارة الدولية وتطورات الإعلام الرقمي، إضافة إلى اخلاقيات المهنة والاتصال الاستراتيجي وقضايا العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والدراسات الثقافية والعلوم السياسية وصولا إلى الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، مستقطبا المعلمين والباحثين وصناع السياسات والمسؤولين الحكوميين والمتخصصين وأصحاب المصلحة في المجتمع المهتمين بدعم البحث متعدد التخصصات.
--(بترا)
أد/ع أ/اح


24/11/2025 17:39:33

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

 



 

 

 

 

 
 

جميع الحقوق محفوظة لوكالة الأنباء الأردنية © 2025