الاخبار
 

                                                                                                                   

 

عن الأردن

 
عن وكالة الأنباء الأردنية
 
الأخبار
 
معرض الصور
 
  إتصل بنا

الصفحه الرئيسة

 

 

83/ تحقيقات/ لتعزيز العدالة المعرفية.. تهيئة المحتوى الرقمي للإعاقات البصرية في الأردن

 

 
عمان 21 تموز (بترا) هبة رمضان- في زمن أصبح فيه المحتوى الرقمي عنصرا أساسيا في الحياة اليومية ومصدرا رئيسا للمعلومة، يغدو تصفحه مهمة مستحيلة حين تتحول الشاشة إلى عائق لا نافذة لمن يعانون من إعاقة بصرية وحينها يصبح وصول المعلومة لهؤلاء مرهونا بإعادة تهيئة الوسائل لجعلها ميسورة للجميع بلا استثناء.

فمع تسارع وتيرة التحول الرقمي عالميا، يصبح تجاهل تحقيق الشمول الرقمي مشكلة لا يمكن تبريرها، ولهذا تُبذل جهود لتطوير المنصات الإلكترونية لجعلها أكثر شمولا وإنصافا بما يضمن توافقها مع معايير إمكانية الوصول للأشخاص الذين تعيقهم مشكلة الإبصار.

ولتسليط الضوء على واقع التهيئة الرقمية للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، والتحديات المرتبطة بها، طرحت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) المسألة على عدد من المعنيين، الذين أكدوا أن التهيئة الرقمية تعد من أبرز محاور الشمول في الأردن وخطوة أساس نحو تعزيز العدالة الرقمية وضمان تكافؤ الفرص لجميع فئات المجتمع، انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية التي تؤكد أهمية دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع مناحي الحياة، خاصة في ظل تسارع التحول الرقمي.

وفي ضوء هذا الحق، بدأت المؤسسات الرسمية باتخاذ خطوات عملية لتهيئة محتواها الرقمي بما يعزز الشمول، من بينها وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، التي شرعت بتحديث موقعها الإلكتروني ليتوافق مع معايير إمكانية الوصول للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية خاصة أن المحتوى الإخباري يعد حاجة معلوماتية لا تقل أهمية عن غيرها من من الحاجات ينبغي تهيئتها وتيسير وصول هذه الفئة المجتمعية اليها باعتبار ذلك حقا إنسانيا لتعزيز المعرفة والمشاركة الاجتماعية، والاطلاع على مجريات الأحداث محليا وخارجيا.

مدير مديرية الهندسة في "بترا" المهندس مراد أبو كركي ، أكد أن الوكالة تعمل حاليا على تطوير بنية موقعها الإلكتروني وتحديث نظامه التقني بما يراعي معايير إمكانية الوصول لذوي الإعاقة البصرية من خلال دعم البرمجيات الناطقة، وتسهيل تصفح المحتوى باستخدام قارئات الشاشة، إلى جانب تمكين المستخدمين من تكبير الخط، وتحسين التباين اللوني، وتبسيط واجهة الاستخدام، وبما يعزز من تجربة التصفح.
وأشار ابو كركي الى أن هذا التوجه يأتي في إطار التزام "بترا" بدورها الوطني في توفير محتوى إعلامي شامل ومتاح للجميع، وتعزيز حق الأشخاص ذوي الإعاقة في الوصول إلى المعلومة بشكل مستقل وفاعل.

وإلى جانب هذه الجهود المؤسسية، تبرز تجارب فردية لأشخاص من ذوي الإعاقة البصرية ساهموا بخبراتهم في تطوير أدوات وحلول رقمية أكثر شمولا، منهم بينهم أحمد المصري، مبرمج كفيف يعمل على تهيئة المواقع الإلكترونية لتكون أكثر توافقا مع متطلبات الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية انطلاقا من تجربته الشخصية وفهمه للتحديات التي كانت تواجهه في البيئة الرقمية.
يقول المصري لـ (بترا) "كوني شخصا كفيفا، أدرك تماما العقبات التي نواجهها كمستخدمين في بيئة رقمية لا تراعي متطلباتنا"، موضحا أنه بدأ رحلته مع الحاسوب منذ المرحلة المدرسية حين شارك بدورة تدريبية على البرنامج الناطق المخصص للمكفوفين، إلا أنه لم يكتف بها وبدأ رحلة البحث عن تطوير قدراته.
وأشار الى أنه لم يتمكن من دراسة تخصص الحاسوب أكاديميا بسبب عدم تهيئة المواد العلمية للأشخاص المكفوفين في ذاك الوقت، ما دفعه لدراسة تخصص الترجمة، ومن ثم التربية الخاصة، دون أن يتخلى عن شغفه الأساسي بالبرمجة.
وأوضح أنه استمر في تطوير ذاته عبر البحث والتجربة تجربة من وراء تجربة الى أن تمكن من تصميم وإعداد برامج تمكن الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية من استخدام المحتوى الرقمي عبر قارئات الشاشة سواء على الحاسوب أو الهاتف الذكي، وبما يضمن للمستخدم الكفيف تصفحا سلسا ومستقلا.

وأضاف المصري، إنه يقدم حاليا تدريبات متخصصة حول إمكانية الوصول سواء للمبرمجين أو للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية بهدف تمكينهم من استخدام الأدوات التقنية بفعالية من خلال عمله في شركة برامج إلكترونية تعنى بتصميم برامج رقمية مهيأة للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية تتيح لهم استخدام المحتوى الرقمي بسهولة ودون عوائق.

وأشار إلى أن من أبرز التحديات التي واجهها ضعف الوعي بأهمية الوصول الرقمي للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، وقلة المحتوى العربي المتخصص، رغم أن الحل في كثير من الأحيان لا يتجاوز تهيئة بسيطة للأنظمة.

من جهتها، أكدت أخصائية الإرشاد النفسي والتربوي ريما حسن، أن المحتوى الرقمي المهيأ يشكل أداة تمكين حقيقية، تسهم في تعزيز الاندماج المجتمعي، وتحقيق الشعور بالمواطنة الكاملة، وتقلل من الفجوة الرقمية، من خلال توفير فرص متساوية للتعبير والمشاركة، وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية من التعلم المستقل والتطور الشخصي.
وأضافت، إن عدم قابلية المواقع الإلكترونية أو التطبيقات للوصول باستخدام قارئات الشاشة، أو افتقارها لوصف الصور، أو صعوبة التنقل عبر لوحة المفاتيح، يشكل أحد أشكال الإقصاء النفسي والاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، موضحة أن حرمان الشخص الكفيف من الوصول إلى المعلومات أو التفاعل مع المحتوى الرقمي بالشكل المتاح لغيره، يؤثر سلبا على إحساسه بلاستقلالية.
وبينت حسن أن غياب التهيئة يزيد من مشاعر العزلة والتهميش، خاصة في ظل تحول التفاعل الرقمي إلى جزء أساسي من الهوية الاجتماعية، ما ينعكس سلبا على النمو المعرفي والنفسي.

وفي مقابلات اجرتها وكالة الانباء الاردنية (بترا) ، مع مجموعة من الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، أكدوا أن التهيئة الرقمية تعد من أبرز محاور الشمول في الأردن وخطوة أساسية نحو تعزيز العدالة الرقمية وضمان تكافؤ الفرص لجميع فئات المجتمع، موضحين أن الشمول الرقمي يقاس بمدى قدرة الجميع على استخدام المنصات الإلكترونية دون حواجز، وأن الوصول إلى المعلومة حق أساس، وليس ترفا تقنيا.
وتأتي جهود تهيئة المحتوى الرقمي للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، واحدة من الخطوات العملية التي تندرج ضمن التعميم الصادر عن رئاسة الوزراء، والذي وجه الوزارات والمؤسسات الرسمية إلى تنفيذ الالتزامات الوطنية المنبثقة عن القمة العالمية للإعاقة 2025، ما يعكس توجها وطنيا واضحا نحو دمج حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في الخطط الوطنية وتحقيق شمول حقيقي في البيئة الرقمية.
--(بترا)
ه ر/ اح

21/07/2025 21:34:43

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

 



 

 

 

 

 
 

جميع الحقوق محفوظة لوكالة الأنباء الأردنية © 2025