72/ ثقافة/ إشهار النسخة العربية من رواية "عد الى البيت يا خليل" |
عمان 6 تموز (بترا)- احتفى كتّاب ومثقفون، مساء أمس السبت، في مسرح الشمس بعمان، بإشهار النسخة العربية من رواية "عد إلى البيت يا خليل" للروائية كفى الزعبي. وفي الاحتفائية، التي قدّم لها مؤسس ومدير عام مسرح الشمس، الدكتور عبد السلام قبيلات، قال الناقد الدكتور يوسف الربابعة، في قراءة للرواية التي كانت قد صدرت في صيغتها الأولى سابقًا باللغة الروسية، إن الرواية، الصادرة عن دار الآداب في بيروت، أقرب في المستوى المعرفي إلى الروايات التسجيلية، وتتحدث عن الهوية الفلسطينية واللجوء، والمذابح التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، منذ دير ياسين حتى حصار مخيم جنين عام 2002. أما في المستوى الفني، وبحسب الربابعة، فإن الرواية تخلق عالمًا موازيًا نعيش فيه الأحداث كما نتخيل حدوثها أو كما حدثت، دون أن تكون الأحداث هي المرجع الوحيد، بل يصحبها المتخيل والسرد، وإضاءة الحدث، واللعب بالزمن، وتأثيث المكان. ولفت إلى أن العنوان، الذي يشكّل عتبة النص ومفتاح الفهم، مبني على ثلاثة عناصر: العودة، والبيت، والإنسان، مبينًا أن الرواية تلاحق "الثلاثيات"، ففي المكان هناك: المخيم، والحدود، والمنفى. وفي الزمان: الماضي، والحاضر، والمستقبل. وفي الشخوص: الجد، والابن، والحفيد. وفي السرد: الواقع، والحلم، والهواجس. وفي الراوي: الشخوص، والراوي الفعلي، والراوي الكاتب. وأوضح أن الثلاثية في خيوط الرواية لا تبدو دائمًا ظاهرة بشكل جلي، ذلك أن الرواية تطغى عليها عواطف جياشة، وأحيانًا تصبح الفكرة أهم من التقنيات الفنية، حين يكون الكاتب مسكونًا بالغضب أو الحزن أو الألم أو الشعور بالقهر أو العجز حيال الأحداث التي يكتب عنها. وأشار إلى أن الزعبي دخلت علانيةً في أحداث الرواية، ولم يكن لذلك أثر كبير في بنية الرواية، معتبرًا أن هذا الفعل مبرَّر من الناحية الإنسانية، التي هي أكبر من مجرد تقنيات فنية لعمل أدبي. وفي هذا الإطار، قال الربابعة إن المؤلفة أرادت بهذا التدخّل أن تكون شريكةً في الحزن والألم، لا راويةً له من بعيد، ولا تريد أن تكون مجرد سارِدة تروي قصصًا للتسلية أو لتمضية الوقت أو للحصول على منفعة، أو لتحويل المعاناة والألم إلى حكاية فقط، بل إنها في صميم الواقع الذي تتخيله. وربما يكون الخيال أشدّ مرارةً من المعاينة، إذ إنها تعيش مع الشخصيات، وتشعر بمعاناتها، وتسبر غور نفوسها، لتُخرج هواجسها في الخوف والألم، وترقُب أحلامها في المنام أو في الصحو. وأضاف أن الأزمنة الثلاثة، والأماكن الثلاثة، والأجيال الثلاثة، هي عمر المأساة الفلسطينية التي جعلت هذا الشعب يعيش ثلاث مآسٍ أيضًا: المذابح، والتشريد، واللجوء، مبينًا أن تلك هي المأساة الفلسطينية التي حاولت الزعبي أن توثّق جزءًا يسيرًا منها بهذه الرواية. من جهتها، تحدّثت الزعبي عن تجربتها في كتابة هذه الرواية، التي أصدرتها أول مرة باللغة الروسية، وتركَت حينذاك صدى واسعًا في الأوساط الروسية لتعريفهم بهذه المأساة. ولفتت إلى أن روايتها هذه تختلف عن باقي رواياتها من حيث السياق، لأنها كانت وليدة الألم حينما كتبتها أول مرة بالروسية عام 2002، إثر أحداث جنين التي شحنتها بألم كبير، خلال متابعتها لمجريات ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم، مبينةً أن هذا الألم دفعها لتحويله إلى عمل إبداعي، للإبقاء عليه حيًّا بغية صناعة موقف ضد الشر. وفي ختام الاحتفائية، جرى حوار مع الحضور، ومن ثم توقيع نسخ من الرواية من قبل الكاتبة. --(بترا) م ت/ن ح/رق
06/07/2025 18:15:55
|