الاخبار
 

                                                                                                                   

 

عن الأردن

 
عن وكالة الأنباء الأردنية
 
الأخبار
 
معرض الصور
 
  إتصل بنا

الصفحه الرئيسة

 

 

86/ ثقافة/ محاضرة تعاين إشعاعات فن المقامة عبر الأندلس وإشكالات الترجمة والتأثير

 

  عمان الأول من تموز (بترا)- عاينت محاضرة ألقاها أستاذ الأدب الأندلسي في جامعة مؤتة، الدكتور فايز القيسي، اليوم الثلاثاء، في مجمع اللغة العربية الأردني، إشعاعات فن المقامة عبر الأندلس، وإشكالات الترجمة والتأثير، وذلك ضمن جلسات الموسم الثقافي الثالث والأربعين للمجمع.
وسبق المحاضرة، رئيس المجمع، الدكتور محمد عدنان البخيت، الذي أبن في كلمة، الكاتب والأكاديمي والمترجم والناقد الراحل حديثا، الدكتور محمد يوسف شاهين، الذي يعد من رواد الدراسات الأدبية في الأردن، منوها بمنجزاته الأدبية والفكرية، وفي حقل الترجمة، وبمقالاته ودراساته ومحاوراته الثقافية والفكرية، ودوره في حمل القضية الفلسطينية إلى العالم من خلال ترجمة أدب الشاعر محمود درويش، وإعادة المفكر إدوارد سعيد إلى حضن اللغة العربية عبر ترجمة أعماله.
وفي المحاضرة التي حملت عنوان: "انتشار إشعاعات فن المقامة عبر الأندلس في السرد الإسباني الوسيط: إشكالات الترجمة والتأثير"، وقدم لها وأدارها وزير الثقافة الأسبق، أستاذ الأدب الأندلسي، الدكتور صلاح جرار، قدم الدكتور القيسي شرحا موجزا عن فن المقامات، وخصوصا لدى بديع الزمان الهمذاني وتلميذه الحريري، الذي اشتهرت مقاماته وطغت على مقامات الهمذاني.
وأشار إلى اتساع انتشار المقامات واهتمام الكتاب بها، إذ تجاوز عدد من ألف في هذا الفن حتى الآن مئة مؤلف، بدءا من بديع الزمان الهمذاني في القرن الرابع الهجري، وانتهاء بالدكتور جرار، الذي أصدر مجموعتين، أولاهما "المنامات الأيوبية" المسماة بـ"إخبار الأنام بأخبار المنام"، وثانيهما "شحذ الأفهام بأحاديث المنام"، وقد جمع فيهما بين المقامات والمنامات.
وتناول الدكتور القيسي فن المقامة العربية، الذي يمثل أحد أبرز أشكال السرد العربي التقليدي، القائم على الحيلة والتنقل والراوي الثابت، والوعظ، وغير ذلك، حيث كان أساسا فنيا ألهم الأدب الأوروبي، لا سيما في إسبانيا في العصور الوسطى.
وبين أن فن المقامة لم يقف عند حدوده الجغرافية أو اللغوية، بل وجد صداه في الأدب العبري الأندلسي، إذ تناوله يهود الأندلس بعناية، ومن أبرزهم "الحريزي"، لافتا إلى أن المترجمين اليهود نقلوا النصوص من اللغة العربية ذات النظام الأدبي المحدد إلى اللغة العبرية ذات النظام الأدبي المغاير، في فضاء مختلف، ولا يكتفي المترجم اليهودي في هذا الإطار بالبحث عن معادل دلالي، بل يطوع النص الأصلي للثقافة المستهدفة، ليقربه من المتلقي، بهدف تطوير الأدب العبري وفتح آفاق أخرى له.
كما تحدث عن فن الرواية "البيكارسكية" الإسبانية، أو الرواية "الشطارية"، التي تعد من اللبنات الأولى لفن الرواية الحديثة في أوروبا، رائيا أنها قد تكون نهلت من فن المقامة العربية، نتيجة مشتركات كثيرة في المحتوى والمضمون.
وتطرق في هذا الإطار إلى أوجه التشابه والاختلاف بين المقامات والسرد الإسباني الوسيط، مستعرضا عددا من النماذج والأمثلة على ذلك.
وأكد القيسي أن هذا التأثير العميق لفن المقامة لا يمكن فصله عن دور الأندلس الحضاري والثقافي كجسر بين الشرق والغرب، داعيا إلى ضرورة إعادة قراءة هذا التراث السردي ضمن سياقاته الأدبية المقارنة.
وخلص في ختام محاضرته إلى أن النص المقامي نص ثقافي حي، ينتقل ويتفاعل مع المكونات الثقافية المختلفة، مشيرا إلى أن المقامات راجت كل الرواج، ليس بين العرب فحسب، بل بين العبريين والمسيحيين، ولهذا ترجمت إلى لغاتهم.
وكان الدكتور جرار، في تقديمه للمحاضر، قد نوه باختيار الدكتور القيسي لموضوع المحاضرة الدقيق والجديد، مؤكدا أنه يستحق التأمل والتعمق.
وفي الختام، جرى حوار موسع مع الحضور من أكاديميين وباحثين متخصصين، حول الموضوع وآفاقه.
--(بترا)
م ت/رق



01/07/2025 17:54:31

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

 



 

 

 

 

 
 

جميع الحقوق محفوظة لوكالة الأنباء الأردنية © 2025