الاخبار
 

                                                                                                                   

الرئيسية                 إتصل بنا    English

 

              
 

 

80/ تحقيقات/ "الحملات التوعوية"... خط دفاع أساسي يحمي المجتمع من آثار المنخفضات الجوية      

 

  عمان 30 كانون الأول (بترا) ليث المومني وبشرى نيروخ- مع تزايد تأثير التغيرات المناخية وما يصاحبها من مخاطر بيئية على صحة الإنسان، تبرز الحملات التوعوية في الأردن كخط دفاع أساسي يحمي المجتمع من آثار المنخفضات الجوية، من خلال تعزيز الوعي العام وتمكين الأفراد من اتخاذ الإجراءات الوقائية والسلامة العامة، وفق مختصين في الإعلام وإدارة الأزمات.
وأكد المختصون في تصريحاتهم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن الحملات التوعوية والإرشادات التحذيرية خلال المنخفضات الجوية لا تقتصر على مجرد التنبيه، بل تسعى إلى ترسيخ ثقافة استباقية مبنية على المعرفة والتخطيط، ومن خلال رسائل إعلامية مستمرة وآليات إنذار مبكر فعالة، تسهم هذه الحملات في حماية الأرواح والممتلكات، والحد من الفوضى والشائعات، بما يعزز منظومة الأمان المجتمعي في مواجهة التغيرات المناخية.
وقال مدير وحدة الاستجابة الإعلامية في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، الدكتور أحمد نعيمات، إن الحملات التوعوية الأخيرة كانت شاملة ومخطط لها بدقة، ونشرت بطريقة احترافية متواترة، لا سيما عبر مديرية الأمن العام والجهات المعنية، مؤكدا أن هذه الحملات لعبت دورا محوريا في الحد من مخاطر الحالة الجوية الأخيرة التي شهدت هطولات مطرية متقاربة وكثيفة أدت إلى تجمعات للمياه وجريان السيول.
وأشار إلى أن قياس فعالية الرسائل الإعلامية خلال المنخفضات الجوية يتم عبر عدة معايير، أبرزها عامل النشر، وتواتر تناقل الأخبار، والمؤشرات العامة لوصول الرسائل إلى الجمهور.
وأوضح أن وجود مؤسسات محترفة من القطاعين العام والخاص تساهم في دعم نشر الرسائل التوعوية، لافتا إلى الدور المحوري لمديرية الأمن العام في إيصال التحذيرات بطريقة منظمة تصل إلى ملايين الأشخاص بمعدل ثقة مرتفع.
وأكد نعيمات، أن قياس فعالية الرسائل يعتمد على وصولها للجمهور المستهدف وليس على "الانطباع"، حيث يمثل معدل الوصول المعيار الأهم، مشيرا إلى وجود إغراق إيجابي للرسائل التوعوية لضمان تحقيق التأثير المطلوب.
ولفت إلى أن الحملات الإعلامية جزء من الخطة الوطنية للأحوال الجوية، وتتضمن مستويات عمل واضحة تشمل دائرة الأرصاد الجوية، ووزارة الإدارة المحلية، ووزارة الداخلية، ومديرية الأمن العام، إلى جانب دور مركز "إدارة الأزمات" عند وجود مخاطر محددة على المستوى الوطني.
من جهته، قال الناطق الإعلامي باسم نقابة الصحفيين، الزميل راشد العساف، إن تغطية الإعلام للمنخفضات الجوية لهذا الموسم، متوافقة إلى حد كبير مع الإرشادات الصادرة عن الجهات المختصة، بما في ذلك إدارة "الأرصاد" والرسائل التحذيرية الصادرة عن "الأمن العام".
وأضاف العساف أن ما ميّز هذا الموسم هو أن إدارات الإعلام في المؤسسات الرسمية المعنية وضعت ما يشبه "خريطة طريق" للتعامل مع المنخفضات الجوية، مخصصة مساحة حقيقية للجهات الرسمية المختصة بالتنبؤات الجوية لبث رسائلها التوعوية والتحذيرية، في ظل غياب تشريع واضح ينظم هذا المجال إعلاميا.
وأوضح أن وسائل الإعلام تتبع نهجين رئيسيين في تغطية المنخفضات الجوية: الأول يعالج المنخفض كحدث ضمن اليوم الإخباري، ويضعه في سياقه الطبيعي إلى جانب الأحداث الأخرى، مع التركيز على نقل الرسائل التحذيرية الصادرة عن الجهات المختصة، أما النهج الثاني، فيتعامل مع المنخفض بوصفه الحدث الأبرز أو الوحيد، ما يدفع بعض الوسائل إلى نشر توقعات أو معلومات غير دقيقة صادرة عن جهات غير مختصة، ما قد يؤدي إلى إرباك الرأي العام.
وأشار العساف، إلى أن بعض وسائل الإعلام لا تزال بحاجة إلى وضع خطة واضحة لتغطية أخبار المنخفضات الجوية، بما يعزز دورها كوسيلة توعية ونقل معلومات دقيقة بعيدا عن الإثارة التي قد تؤثر سلبا على جهود السلامة العامة وإدارة المخاطر.
ودعا الجهات المختصة لتطوير تنوع الرسائل الإعلامية وتعزيز التعاون مع وسائل الإعلام الرسمية والخاصة، مع الاستفادة من الأدوات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، وتدريب العاملين على استخدامها بكفاءة لنشر الرسائل التوعوية والتحذيرية بشكل فعال.
بدوره، أكد أستاذ الصحافة والإعلام في جامعة العلوم التطبيقية، الدكتور كامل خورشيد مراد، أن التغطية الإعلامية بجميع وسائلها تلعب دورا محوريا في تشكيل وعي الجمهور وسلوكياته خلال فترات المنخفضات الجوية، مشيرا إلى أن للإعلام أثر كبير في رفع مستوى الوعي بثقافة الطقس.
وأوضح أن المعالجة الإعلامية للمنخفضات الجوية تسهم في تعزيز إدراك الجمهور وتحفيزه على اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لتجنب الكوارث والمشكلات الناتجة عن الظروف الجوية الطارئة، مشيرا إلى أن الجمهور أصبح أكثر تفاعلا مع هذه التغطيات ويعتمد عليها في اتخاذ قراراته اليومية، سواء أثناء القيادة واختيار الطرق، أو في اتخاذ الاحتياطات داخل المنازل مثل استخدام وسائل التدفئة والأجهزة الكهربائية وتنظيم أوقات التنقل.
وأضاف أن الإعلام، يتحمل مسؤولية مباشرة في نشر الوعي الصحي والبيئي والاجتماعي لدى الجمهور، مع التأكيد على ضرورة أن يتم ذلك بحكمة وتخطيط مدروس دون التسبب في القلق أو الهلع.
وحول قياس فعالية الرسائل الإعلامية أثناء إدارة الأزمات في فترات المنخفضات الجوية، أوضح مراد، أن استطلاعات الرأي العام تعد من أهم الأدوات المعتمدة عالميا، لأنها توفر مؤشرات حول مدى تفاعل الجمهور وفهمه للرسائل الاتصالية، داعيا إلى إجراء استطلاعات دورية لدى مراكز القرار وإدارة الأزمات لقياس مستوى رضا الجمهور وقناعته ومتابعته للرسائل الإعلامية.
وأشار إلى أن نتائج هذه الاستطلاعات تساعد في تقييم درجة التفاعل بين الجمهور ووسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، سواء الرسمية أو الحكومية أو الخاصة.
وشدد على أهمية اعتماد استراتيجيات واضحة لإدارة التواصل الإعلامي خلال المنخفضات الجوية، من بينها إنشاء غرف عمليات لدى الجهات المعنية مثل أمانة عمان الكبرى والوزارات ذات الصلة، إلى جانب استخدام منصات التواصل الاجتماعي لنشر التحذيرات والتنبيهات، نظرا لاتساع قاعدة متابعيها.
من جانبه، أكد أستاذ الإعلام الرقمي في جامعة الشرق الأوسط، الدكتور محمود الرجبي، أن الإعلام يلعب دورا محوريا في إدارة الأزمات، موضحا أنه يمثل قناة للإنذار المبكر، ويوضح المخاطر ويوجه السلوك العام، من خلال تقديم معلومات عملية تقلل من الإشاعات، وتساعد الأفراد على اتخاذ قرارات آمنة.
وبين أهمية إنشاء "غرفة صدى موحدة" للمحتوى الإخباري والإرشادي، تعمل على نشر التعليمات الرسمية وشرحها بسرعة لجميع الفئات، مع فتح قنوات للتغذية الراجعة مثل بلاغات المواطنين ونقاط الخطر واحتياجات الإغاثة، كما يسهم الإعلام في توضيح أدوار الجهات المعنية مثل الدفاع المدني وأمانة عمان والبلديات ووزارات الصحة والأشغال، وتحديد المسؤول عن كل حدث، لتقليل الارتباك وتكرار الجهود، وضمان مرور أي منخفض جوي بسلام وأمان.
وأكد الرجبي، أهمية التغطية المستمرة لتحديث الجمهور حول تطورات المنخفضات الجوية، نظرا للطبيعة المتغيرة السريعة لها، إذ تمنع الفراغ المعلوماتي الذي يملؤه انتشار الشائعات، وتبقي الجمهور على اطلاع بالتغيرات مثل التصعيد أو الانحسار، وتدعم الالتزام بالإرشادات مثل إغلاق الطرق والمدارس وتحذيرات السيول.
وأشار إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تعزز أداء الإعلام التقليدي من خلال زيادة السرعة والانتشار، وتمكين التنبيهات الفورية وتحديد مواقع الخطر، بالإضافة إلى التفاعل المباشر ورصد الشائعات لتفنيدها بسرعة، كما توفر هذه الوسائل محتوى ميدانيا من صور وفيديوهات بعد التحقق منها، وتوجه الجمهور إلى مصادر الإعلام التقليدي وروابط البيانات الرسمية.
--(بترا)
ب ن/ ل م/ع أ/رق



30/12/2025 16:59:21

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

 



 

 

 

 

 
 

جميع الحقوق محفوظة لوكالة الأنباء الأردنية © 2025