71/ ثقافة/ وزير الثقافة يفتتح المؤتمر الدولي الأول لدائرة المكتبة الوطنية بمشاركة 18 دولة.. إضافة 1 |
بدوره، قال العياصرة في كلمته، إن اختيار عنوان المؤتمر لم يأت من فراغ، بل هو نتاج وعي عميق بحجم التحولات الجذرية التي يشهدها العالم اليوم في ظل الثورة الرقمية المتسارعة، وتأثيرها المباشر على مفاهيم الحفظ، والهوية، والوصول إلى المعرفة. وأضاف، "المكتبات الوطنية كانت عبر العصور مرآة صادقة لثقافات الشعوب، وأداة لحفظ الذاكرة الوطنية، ومصدراً موثوقاً للمعلومة التاريخية والعلمية والأدبية. وكانت دور المحفوظات، من جانبها، الحاضن الرسمي للوثائق والمخطوطات والمواد التي توثّق مسيرة الدولة والمجتمع، وتشكّل جزءاً من هوية الأمة". وأشار إلى أنه مع تطور التكنولوجيا الرقمية، برزت الحاجة إلى إعادة التفكير في آليات الحفظ والإتاحة والتوثيق، لافتا إلى أن العصر الرقمي، رغم ما يوفره من فرص هائلة في الوصول السريع والواسع إلى المعلومات، إلا أنه يفرض تحديات معقّدة تتعلّق بأمن البيانات، واستمرارية الوصول، وحماية الخصوصية، والحفاظ على المصداقية والأصالة. ولفت إلى أهمية المؤتمر بوصفه منصة علمية ومهنية للحوار وتبادل الخبرات والمعارف بين المختصين في مجال المكتبات والمحفوظات في ظل التحولات الرقمية، ومناسبة لدراسة سبل تكييف منظومات الحفظ مع الواقع الرقمي الجديد، دون التفريط بقيم التوثيق، ودقة الحفظ، وأمانة النقل. وأكد العياصرة أهمية دور المكتبات الوطنية في حماية الوثائق والبيانات، مشددا على دورها في ضمان نقل الهوية الثقافية للأجيال المقبلة، بطريقة تواكب العصر وتحترم الأصول، من خلال حسن الاستثمار في التقنيات الرقمية، وبناء قدرات العاملين، وإعادة صياغة السياسات الوطنية في مجالات الحفظ والوصول، بما يعزز من دور المكتبات والمحفوظات كمؤسسات استراتيجية في رسم المستقبل الثقافي. وفي كلمة الوفود العربية المشاركة، قال الأمين العام لدار الوثائق القطرية، ورئيس لجنة "ذاكرة العالم" للمنطقة العربية، الدكتور أحمد عبد الله البوعينين، إن هذا المؤتمر يعد منبراً فكريا وعلميا وعمليا يتيح تبادل الخبرات والمعارف، ومناقشة التحديات والفرص التي تواجه المكتبات الوطنية في ظل التحول الرقمي المتسارع. واكد أن الرقمنة تعد تحولا ثقافيا ومفاهيميا يفرض علينا تطوير استراتيجيات جديدة لحفظ الوثائق والمخطوطات والبيانات التاريخية، وضمان إتاحتها للأجيال القادمة بأمان وجودة واستمرارية. كما أكد الدور المحوري الذي تضطلع به المكتبات الوطنية في صيانة الذاكرة الجماعية، وتعزيز الهوية الثقافية، وربط الماضي بالحاضر، وتقديم رواية متكاملة لتاريخ الشعوب، داعيا إلى بناء شراكات، وتطوير بنى تحتية رقمية، وتبني سياسات تحفظ هذه الثروة المعرفية للأجيال المقبلة، وعبر عن أمله في أن تكون مخرجات هذا المؤتمر لبنة جديدة في مسار التعاون الإقليمي والدولي في مجال حفظ الذاكرة الوطنية في العصر الرقمي. وفي كلمة الوفود الأجنبية المشاركة، عبرت مدير عام الأرشيف الرئاسي في جمهورية كازخستان، عليا مصطفينا، عن عميق التهاني بمناسبة اليوبيل الذهبي "للمكتبة"، منوهة الى أن مناسبة اليوبيل تشهد على خمسة عقود من العمل الدؤوب في التوثيق وحفظ الذاكرة التاريخية، والهوية الوطنية، والثراء الثقافي في الاردن. وأشادت بالتعاون والعلاقات المهنية والفنية القوية التي تربط بين "الارشيف" في كازخستان و"المكتبة والوطنية" في الاردن، مؤكدة استمرارية هذا التعاون بين الجانبين والذي يحمل امكانات لدفعه بشكل أقوى إلى آفاق مستقبلية. وفي حفل الافتتاح الذي حضره عدد كبير من المكتبيين والاكاديميين والمثقفين والمعنيين، تم عرض فيلم قصير عن مسيرة دائرة المكتبة الوطنية. وفي ختام حفل الافتتاح، أطلق وزير الثقافة مشروع منصة الفهرس الأردني الموحد، كما سلم بحضور الدكتور العياصرة، دروعا تكريمية لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون الأردني، وقناة المملكة لدورهما في الترويج لمنصة وثّق، ودرعا تكريميا لوكالة الانباء الاردنية(بترا) لما قدمته من تعاون في تقديم ارشيف من آلاف الصور ضمن الاتفاقية التي تجمع الجانبين. كما سلم دروعا تكريمية لمديرية الامن العام وجامعة البلقاء التطبيقية وجامعة الزيتونة الاردنية تثمينا لتعاونها مع "المكتبة". وكانت مجموعة موسيقات الأمن العام في بداية الحفل بعزوفات وطنية. يشار إلى أن المؤتمر يشتمل على محاور "المكتبات الوطنية ودور المحفوظات: النشأة والتطور والأدوار"، و" المكتبات الوطنية ودور المحفوظات في البيئة الرقمية وتحدياتها واستشراف المستقبل"، و"تجارب ريادية للمكتبات الوطنية ودور المحفوظات"، و" المكتبات الوطنية ودور المحفوظات والهيئات الحكومية في ظل التشريعات القانونية". يتبع...يتبع --(بترا) م ت/اح
22/04/2025 16:26:41
|