English

الرئيسية

  الاخبار
   

 

 
 
عن الأردن
 
عن وكالة الأنباء الأردنية
 
الأخبار
 
روابط مفيدة
 
إتصل بنا

الصفحه الرئيسة

 

64/ عربي/ الشباب العربي والإعلام الجديد.. دور رائد في الوعي المجتمعي والريادة وتعزيز الهوية والانتماء

 

 
القاهرة 20 نيسان (بترا)- احتل الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي موقعا كبيرا ومهما في المجتمعات العربية، وأحدث نقلة غير مسبوقة في المشهد الإعلامي لم يعد بالإمكان الاستغناء عنه في الحياة العامة خاصة فئة الشباب وهي الفئة الأكثر استخداما لهذه الوسائل والتقنيات.
كما أصبح للشباب العربي دور أساسي في توظيف منصات التواصل الاجتماعي لخدمة المجتمع وتعزيز الهوية الوطنية والثقافية، ولم يعد مجرد مستهلك أو متلق للمعلومة بل صار شريكا في صناعتها ونشرها، وتشكلت لديهم قدرة على إعادة صياغة الواقع واستشراف المستقبل خاصة أن الإعلام الجديد يتيح أكثر من منصة ملهمة لتحقيق الريادة وتعزيز التطلعات العربية في مجالات التنمية، والثقافة، والبناء والنماء والتقدم والازدهار إضافة الى دورها في بناء العلاقات والتشبيك مع المؤسسات ورواد الأعمال وتعظيم فرص التعاون عبر الحدود العربية ما يسهم في تعزيز العمل العربي المشترك.
وأجمع خبراء ومختصون في حديثهم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) على أن الإعلام الجديد أصبح ركيزة أساسية في التوعية بالقضايا المجتمعية ودعم التنمية الشاملة والارتقاء بالقيم وتعزيز هوية الثقافة في الإعلام العربي بعيدا عن التضليل إذا تم استخدامها لغايات مثل توطين التربية الإعلامية والمعلوماتية والقدرة على التفاعل الإيجابي البناء والتفريق بين الأخبار الحقيقية والمضللة والزائفة، والتطويع الجيد لأدوات التكنولوجيا الحديثة في الإعلام الجديد، فضلا عن تطوير مهارات الابتكار الإعلامي المختلفة وفرص تسويقه الفعالة.
وأكد المستشار في مجال الإعلام والاتصال الكاتب الصحفي المصري الدكتور ياسر عبدالعزيز أن جميع الدراسات التي أجريت على أنماط مواقع التواصل الاجتماعي وأشكال البيئة الاتصالية أجمعت على أن الشباب هم الأكثر ارتباطا بها عن الفئات العمرية الأخرى، مشيرا الى أن نسبة اعتمادهم على الأخبار من وسائل التواصل الاجتماعي تتراوح بين 60- 80 % مقارنة بغيرها من الوسائل التقليدية.
وأشار إلى أن هناك عوامل مؤثرة على انتشار الأخبار المزيفة والمعلومات المغلوطة على منصات التواصل الاجتماعي وكيفية التحقق منها مصداقيتها، داعيا إلى عقد ورش للتربية الإعلامية لتعزيز أساليب التلقي بين الشباب فيما يتعلق بالمعلومات والأخبار المتداولة والتركيز على فكرة أساليب التلقي، ومعرفة المصدر، والتحقق من المعلومات، وتنوع المصادر التي يتعرض لها الشباب بدلا من الاقتصار على مصدر واحد، إضافة الى إعطاء أهمية لوسائل الإعلام المؤسسية كونها ما تزال الأكثر حرصا على الدقة والمصداقية مقارنة بمحتوى وسائل التواصل الاجتماعي .
ولفت إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت قادرة على محاربة ما يعرف بالذباب الإلكتروني لأن اللجان الالكترونية أصبحت مسألة ملحة تستطيع ان توقع فتنا وتدمر وعيا وتؤجج خلافات بين الشعوب وتقوض آليات الانتماء وتزعزع الثقة بالمؤسسات ما ينتج عنه هدم الولاء والانتماء ويصبح المتلقي فريسة لأي إشاعات يتم الترويج لها عن طريق هذه الكتائب الالكترونية، ما يتطلب وبشكل جدي الاهتمام بمدققي الحقائق فوسائل الإعلام المؤسسية والمؤسسات الحكومية وكذلك الوزرارات تحتاج إلى إنشاء وحدات لرصد الإشاعات والرد الفوري عليها ودحضها مع تقديم البديل الموضوعي معلوماتيا.
وفي سياق ذات صلة، أكد الكاتب الصحفي المصري ياسر ثابت أن من المهم للغاية فهم أن التطور التقني يحتاج إلى توعية وتعليم وتوجيه وارشاد للشباب الذي يشكل نحو 60 % من إجمالي مواطني الوطن العربي من أجل ترشيد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كونها تبني وتمد الجسور بين الجميع في التواصل.
ولفت إلى أن هناك فجوة في الاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي نتيجة عدم التوظيف بمحتوى جذاب ومفيد ينعكس على المجتمع، فهناك تطبيقات كثيرة ليس كلها مجدية وفي المقابل هناك نماذج كثيرة تحتاج الى تسليط الضوء عليها وإبراز دورها في المجتمع.
وفيما يتعلق بانتشار الاخبار الزائفة والمضللة على مواقع التواصل الاجتماعي ما يؤثر عى قوة وصلابة التماسك الاجتماعي، شدد على ضرورة التحقق وسرعة الاستجابة لتفنيد الإشاعات والتصدى لمروجيها كي لا تنتشر ويقوم المتابعون بترويجها دون التأكد من صحتها.
فيما أكدت الدكتور ندى عبدالله بخيت أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن تأثير وسائل الاجتماعي على الشباب يعتمد على عدة متغيرات من بينها المستوى الثقافي والاجتماعي المتباين بين الشباب ومدى توافر مهارات التربية الإعلامية النقدية في التعامل مع مضمون هذه الوسائل وأيضا كيفية استخدام الشباب لهذه الوسائل ونوعية المحتوى الذي يتعرض له، وتأثير هذه الوسائل على الهوية الثقافية والمجتمعية بشكل مزدوج إيجابا وسلبا، فبالنسبة للجانب الإيجابي يتمثل بدعم الهوية الثقافية والمجتمعية للشباب من خلال تسليط الضوء على بعض القيم الثقافية وتعزيز الهوية ونشر محتوى يركز على الثقافات والفنون واللغة العربية وتعزيز حضورها، وكذلك استغلال هذه المنصات في الحوار الثقافي وتبادل الخبرات بين الشباب من مختلف البلدان والإطلاع على الثقافات الأخرى ، أما بالنسبة للجانب السلبي فيظهر بتأثر الشباب بالصور النمطية عن الذات أو الآخرين التي يتم الترويج لها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك بعض القيم المنافية للقيم والثقافة العربية وكذلك التحدي المرتبط باللغة العربية واستخدام الشباب للغة المختصرة والرموز التعبيرية مثل "فرانكو ارب" التي انتشرت بين الشباب والتي تؤدى لاضعاف مهارات اللغة العربية وبالتالي صعوبة التعبير عن افكارهم بشكل إيجابي وسليم.

واقترحت بخيت ضرورة توافر استراتيجة عربية شاملة تتضمن محاور منها تعزيز التربية الإعلامية والمعلوماتية من خلال ادراج مواد إعلامية تعليمية وتوعوية في المراحل الدراسية المختلفة مرتبطة بالثقافة الرقمية لتعليم الشباب كيفية التفكير النقدي وتفنيد المصادر والتعرف على الأخبار الصحيحة من الزائفة والمضللة، وتنفيذ حملات إعلامية تروج لمهارات التربية الإعلامية والثقافة الإعلامية الرقمية وتنمي قدرات الجمهور النقدية، داعية إلى دعم المبادرات الاعلامية الشبابية التي تستهدف نشر الوعي ومكافحة الاخبار الزائفة، وإعداد استراتيجية لدعم الدراسات والابحاث التي تتناول تأثير الاعلام الرقمي، وتطوير القدرات المؤسسية الإعلامية لمكافحة الأخبار الزائفة والمضللة لما لها من تأثير خطير على المجتمعات.
وأشارت إلى إمكانية الاستفادة من التطورات التكنولوجية الهائلة لتقنيات الذكاء الاصطناعي في كشف الاخبار المضللة والزائفة ومصادرها، وسن تشريعات واضحة تجرم نشر المحتوى المضلل مع رادع لمن يقوم بترويج الأخبار الزائفة.
وأضافت، إن، الإعلام الجديد ساهم في تعزيز روح الانتماء والريادة لدى الشباب بتوفيره بيئة خصبة من خلال توفير منصات لعرض الافكار والمشاريع الريادية للشباب وإتاحة لفرصة للتسويق والترويج مع جمهور عالمي وليس محليا وتبادل الخبرات والمعارف في مختلف المجالات والتشجيع على ريادة الأعمال لاسيما وأن هناك توجها كبيرا نحو الريادة وتعزيز الشعور بالانتماء وربط الشباب العربي بقضاياهم المجتمعية والانتماء من خلال تفاعلهم مع القيم العربية المشتركة والهوية العربية وتعزيز الشعور بالهوية الوطنية، وتشجع الشباب على العمل التطوعي والمساهمة في المبادرات التي عزز شعورهم بالانتماء.
وقال المتخصص المصري والخبير التكنولوجي في إدارة مواقع التواصل الاجتماعي الدكتور أحمد السيد، إلى أن هناك نماذج شبابية رائدة استطاعت أن تصنع محتوى مفيدا وإيجابيا سواء لنظرائهم من الشباب أو القطاعات المختلفة وأصبح لها صدى واسع ومحل اهتمام وحظيت بالدعم والتمويل، مشيرا الى أن هذا المحتوى الجيد نابع من فهمهم ووعيهم بالفرص الاستثمارية التي يفرضها الواقع الاعلامي الجديد أمامهم وفرصة لاكتشاف مواهبهم .

وأشار السيد إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي توفر فرصا غير مسبوقة للتعلم والانفتاح والمشاركة الفاعلة، وفي نفس الوقت تشكل تهديدا خفيا للهويات الثقافية والاجتماعية، وتسهم في ترويج أنماط سلوكية وقيم مستوردة قد تتناقض مع الخصوصية الثقافية.

ولفت السيد إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تحولت خلال العقد الأخير إلى المصدر الأول للمعلومة، ليس فقط بالنسبة للشباب العربي، بل للعالم بأسره ومع أن هذه الحقيقة تعكس تطورا في البنية الاتصالية، إلا أنها تطرح تساؤلا جوهريا: هل نحن أمام وعي حقيقي أم مجرد استهلاك سريع ومتقلب للمعلومات، مستشهدا بتقرير صادر عن (Arab Youth Survey) لعام 2023، أشار الى أن 79? من الشباب العربي يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر رئيس للأخبار، ما يعني أن وعي الجيل الجديد يبنى على محتوى متدفق، ولحظي، ومفتوح المصدر، بعيدا إلى حد كبير عن المؤسسات التعليمية والإعلامية التقليدية وهذا بحد ذاته تحول ثقافي خطير ومعقد.
ومن حيث إيجابية وسائل التواصل الاجتماعي، لفت إلى أن هذه المنصات وفرت للشباب أدوات تعبير غير مسبوقة، ومكنتهم من التفاعل مع قضايا كبرى مثل تغير المناخ، المساواة، حقوق الإنسان، والحريات العامة وأصبحت شخصيات مؤثرة من داخل العالم العربي تلعب دورا محوريا في تسليط الضوء على ملفات مسكوت عنها، مستخدمة لغة بصرية وشعبية قادرة على الوصول السريع إلى شرائح واسعة.
وأضاف: لكن هذا الوعي "الرقمي" يظل هشا في كثير من الأحيان، فالمعلومة تصل بسرعة، لكنها لا تمنح المساحة الكافية للتأمل والتحليل، وغالبا ما تبنى على عناوين صادمة أو مشوقة أكثر من كونها موثوقة، موضحا أن خوارزميات التصفية (Filter Bubbles) تلعب دورا خطيرا في محاصرة المستخدم داخل دائرة من القناعات المشابهة، ما ينتج وعيا منغلقا، ويقلص فرص الحوار والاختلاف البناء.
وأشار إلى أنه رغم هذه التحديات، لا يمكن إنكار الإمكانات الإيجابية الهائلة لهذه المنصات. فمنشور توعوي مدروس قد يغير اتجاها عاما، أو يعيد طرح قضية منسية، أو يحفز شريحة واسعة على الانخراط في مبادرات مجتمعية هادفة وهنا تظهر أهمية الاستثمار الواعي في الإعلام الرقمي.

ولمواجهة المحتوى الضار والمضلل، أكد السيد ضرورة وضع استراتيجية شاملة لا تعتمد فقط على القوانين والرقابة، بل ترتكز على مزيج من التوعية، التعليم، التكنولوجيا، والتعاون الإقليمي، عبر حملات إعلامية رقمية موجهة للفئات العمرية الشابة، باستخدام مؤثرين محليين، ولغة شبابية، ومحتوى مرئي قصير، لشرح مفاهيم مثل التضليل، والتلاعب العاطفي، والبروباغندا، ومصادر التحقق، وتعزيز التعليم الإعلامي في المدارس: إدخال مواد عن الوعي الرقمي والتفكير النقدي في المناهج التعليمية، وتعليم الطلبة كيفية تحليل الرسائل الإعلامية ومصادرها، فضلا عن إنشاء منصات وطنية للتحقق من الأخبار: على غرار مواقع (fact-check) الدولية، تكون مرجعية موثوقة وسهلة الوصول للمواطن، وتتعاون مع الإعلام والمؤسسات الحكومية، كما لا يمكن اغفال الرقابة الذكية عبر خوارزميات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لرصد الحسابات المزيفة والمحتوى الخطير، مع مراعاة الحريات العامة وعدم استخدامها كوسيلة تكميم، إضافة إلى التعاون الإقليمي لأن المعلومات لا تعترف بالحدود، ولذلك فإن وجود تحالفات بين الدول العربية لتبادل البيانات، وتنسيق الجهود لمكافحة التضليل، سيكون أكثر فاعلية من الجهود المنفردة.
ولفت السيد إلى أن، استثمار الشباب للمنصات الرقمية في الترويج لمبادراتهم الانسانية والتطوعية أدى إلى جذب كثير من المتطوعين والداعمين وعزز من فكرة العمل التطوعي الخيري، مؤكدا أن الشباب قوة ضاربة على مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحنا نطلق عليها الإعلام الجديد نظرا للسرعة الفائقة في نقل المعلومة وسهولة التحقق منها، لكن وبالرغم من انسيابية وتدفق المعلومات التي تشتت الاتجاهات، إلا أن هناك شبابا واعيا يعتبرون خط الدفاع الأول في مواجهة المعلومات المضللة ودحضها والتي قد تؤثر على ثقة الناس بالخطط الوطنية أو تعيق تنفيذها، ونشر الحقائق وتعزيز وعي المجتمع ومناعته الفكرية.
ولفت إلى أن الإعلام الجديد بأشكاله الرقمية والتفاعلية يعد أداة استراتيجية لتعزيز التنمية المستدامة عن طريق إيصال الرسالة إلى الجمهور بطريقة سهلة ومبسطة، مؤكدا أهمية التشاركية من الجميع لتحقيق أهداف التنمية المستدامة (مثل التعليم، والصحة، والبيئة).
وقال، إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت وسيلة فعالة لرفع مستوي الوعي بين الشباب في مختلف القضايا ما جعلهم فاعلين في مجتمعاتهم بدلا بعد أن كانوا متلقين من خلال التفاعل اللحظي وقدرة الإعلام الجديد على إشراك المواطنين في مناقشة الخطط والمشاريع وتعزيز مفهوم التنمية التشاركية التي تخدم المجتمع، وفتح آفاق مهارات التحليل ورفع مستويات النضج الفكري من خلال التفاعل مع الأرء المختلفة عند مناقشة القضايا والأطروحات.
وأضاف، إن الأمر بات يتحول لرسم مستقبل الشباب العربي بوتيرة متسارعة للغاية في ظل ما وفرته من بيئة محفزة لتبادل الأفكار والتجارب والمشاريع وعرضها أمام أكبر قطاع ممكن من الجمهور وفهم احتياجات السوق بشكل أكبر عن قبل، كما أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في الوصول للمستثمرين وتعظيم فرصهم في التواجد من خلال شراكات، وتحقيق الانتشار السريع دون الحاجة إلى موارد مالية ضخمة.
ونوه إلى أن الشباب العربي لديه القدرة على تطويع أدوات الإعلام الرقمي الجديد لإحداث طفرة في مجتمعاتهم من خلال كشف الظواهر السلبية وتسليط الضوء عليها بهدف الوعي لا للإثارة، والتعاون مع المؤثرين كونهم يحظون بمتابعة كبيرة للغاية ودعوتهم لبث التوعية بدلا من الاكتفاء بالمحتوى الترفيهي، إضافة إلى التفاعل السريع مع الأخبار الزائفة والمضللة بمنشورات توعوية ولدحضها على أن تكون موثقة بالمصادر.
--(بترا)
م ر/اح


20/04/2025 16:39:39


 

 



 

 

 

 

 
 

جميع الحقوق محفوظة لوكالة الأنباء الأردنية  © 2025