English



  الاخبار
 
عن الاردن
عن وكالـة الأنبـاء الأردنيـة بترا
الاخبار
الخدمات
معرض الصور
روابط مفيدة
التصويت
اتصل بنا

الصفحه الرئيسة

 

21/ تحقيقات/ الهجرة النبوية الشريفة: دروس في الصمود والإرادة والثبات وتجاوز المحن والأزمات.. إضافة أولى وأخيرة

 

  رئيس قسم العلاقات العامة في وزارة الأوقاف الدكتور أحمد النادي قال: "في ظل العديد من الأحداث التاريخية الإسلامية، تبرز الهجرة النبوية الشريفة كنموذج فريد يحمل في طياته العديد من الدروس والعبر، من بين هذه الدروس، يظهر البعد الاتصالي بوضوح كعامل رئيسي في نجاح هذا الحدث العظيم، فلم تكن الهجرة مجرد انتقال جغرافي من مكة إلى المدينة، بل كانت عملية اتصالية استراتيجية تعكس التخطيط الدقيق والإدارة الفعالة من قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم".
وبين أنه "أدرك النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- منذ البداية أن النجاح في الهجرة يتطلب تخطيطًا اتصاليًا محكمًا، فقد كانت مكة تعج بالمخاطر والتحديات، وكان النبي وأصحابه بحاجة إلى التنسيق والتواصل الفعال لضمان سلامة وصولهم إلى المدينة، بدأ التخطيط بسرية تامة، حيث لم يكن يعلم بخطة الهجرة إلا عدد قليل من الأشخاص الموثوقين، مما قلل من احتمالية تسرب المعلومات إلى قريش".
وأوضح أنه لعبت العلاقات الاجتماعية دورًا حيويًا في نجاح الهجرة، فقد اعتمد النبي -صلى الله عليه وسلم- على علاقاته الوثيقة مع أصحابه وأهل بيته لتنفيذ هجرته المشرفة، وكان لأبي بكر الصديق دور بارز في هذه العملية، حيث رافق النبي في الهجرة، وجهز الراحلتين وتحمل تكاليف الرحلة، كما كان لعلي بن أبي طالب دور مهم في التضحية بنفسه للنوم في فراش النبي لتضليل قريش.
كان التواصل الفعال خلال رحلة الهجرة أمرًا حاسمًا أيضاً، فقد اتبع النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر الصديق مسارات غير تقليدية لتجنب ملاحقة قريش، واستخدما التقنيات الاتصالية المتاحة في ذلك الوقت للتنسيق مع بعض الأنصار في المدينة، كما استعان النبي بخبير في الدلالة على الطرق الصحراوية، عبد الله بن أريقط، لضمان سلامة الرحلة.
وأشار إلى أنه كان استقبال النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة مثالًا آخر على البعد الاتصالي في الهجرة، فقد تم التنسيق مع الأنصار من قبيلتي الأوس والخزرج لضمان استقبال حافل يعكس الوحدة والترحيب، وقد أسس هذا الاستقبال القوي لقاعدة شعبية ودعم اجتماعي قوي للنبي وأصحابه، مما ساهم في بناء مجتمع متماسك وقوي.
وركز النادي، على أنه تبرز أهمية التخطيط الاتصالي في الخطوات الدقيقة التي اتبعها النبي في الهجرة، ووضع خطط اتصالية مسبقة لأي حدث محتمل، وقد نستنتج بعدا اتصاليا من الهجرة كضرورة الحفاظ على سرية المعلومات الحساسة لحماية الخطط من الفشل، فضلاً عن البعد الاجتماعي الذي يقضي ببناء شبكات اجتماعية قوية وموثوقة لتحقيق الأهداف، والتواصل الفعال والسريع يضمن النجاح في الأوقات الحرجة، واستخدام التواصل لبناء دعم اجتماعي قوي يعزز من فرص النجاح، ويوفر رؤى قيمة لتطبيقها في حياتنا اليومية، وفي إدارة الأزمات والمشاريع الكبرى.
رئيس قسم أصول الدين في الجامعة الأردنية الدكتور علاء الدين محمد أحمد عدوي، قال: "تعد هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة قصة نصر عظيم يطالعها الفرد، فيستنبط منها العبرة، ويرسم بها منهجا نبويا رحيما يتجاوز المسلم به التحديات، ويزيل العوائق والعقبات، وتشرق معه شمس الأمل بأن المصائب والصعاب يتبعها مع الإيمان والصبر والعمل فَرَج ونور يضيء حياة المسلم كلها، ويجعل المحن منحا، ويزرع الإيمان والصبر في نفوس المسلمين".
وأضاف عدوي، "لقد هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- من أحب البلاد إليه لما وجد من الاضطهاد والظلم والصد من أهل مكة، ولما لقي من الشدة والأذى في سبيل تبليغ رسالة الرحمة للعالمين، فكانت الهجرة لما كان من أهل المدينة المنورة من قبول وإيمان برسالة الإسلام، فهاجر وهاجر معه المسلمون وقلوبهم يملؤها الإيمان وألسنتهم تلهج بالدعاء أن يحفظ الله الإسلام وأهله، وأن ينعم الناس بالهدى والإيمان بنجاتهم، للمسلمين في الهجرة النبوية قدوة بالنبي -عليه الصلاة والسلام- في الإيمان والقوة والصبر والثقة بوعد الله عز وجل".
وأشار إلى أنه لم تكن تلك الرحلة سهلة، وإنما كانت طريقها مليئة بالخوف والمخاطر والملاحقة والمطاردة، وصَدَّقه فيها الصديق -رضي الله عنه- وعنوانها: "لا تحزن إن الله معنا"، وفيها الحث على الأخذ بالأسباب والرضا بقضاء الله تعالى، وتمام التوكل عليه، والحرص على الحفاظ على إيمان العباد وهدايتهم، وفيها الحفاظ على ما يحمله لهم الإسلام من خير الدنيا والآخرة.
وأكد أن الهجرة تمثل فيها معنى قوله تعالى ((إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)) الشرح: آية 6، وأن الشدائد والصعاب ابتلاء من الله لقوة إيمان العبد وللتمحيص، وأنه من سنن الله في الكون والحياة، وما كان فيها من البذل والعطاء والتضحية دليل صدق ومحبة للدين.
ولفت إلى أن الهجرة تحمل في أحداثها معاني الأخوة والصدق مع الله ورسوله؛ فإن ما قدمه الأنصار للمهاجرين من النصرة والأخوة والترحيب ومعاني الوحدة والقوة والدعم بصورها كافة، يعد من الأمثلة النادرة في التاريخ حيث جعلها الله -سبحانه وتعالى- مثالا يضرب للمعاني العملية التطبيقية الواقعية للوقوف مع أخوة الإيمان في الشدائد، وذلك أن سنة الابتلاء باقية في هذه الأمة، فيتعامل معها المؤمن بيقين راسخ وإيمان ثابت بتأييد الله لعباده المؤمنين ووقوفه معهم؛ ففي محبة أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- له ومؤازرتهم ونصرتهم له، وصدقهم معه في رحلة الهجرة أروع الأمثلة، وأسماها لعظيم إيمانهم بوعد الله ونصره للحق وفَرَجه القريب الذي يأتي بعد أي ضيق.
--(بترا)
ب ن/ ب ص/م د/أس


07/07/2024 13:50:45